خلال العقد الماضى زاد الاهتمام بمفهوم سلوك المواطنة
التنظيمى. وهو سلوك غير محدد ولا يرتبط رسميًا بنظم الحوافز
وتقييم الأداء بالمنظمات ، وهو سلوك هام لكل المنظمات حيث قال
إن المنظمات التى تعتمد فقد على السلوك الرسمى (Katz 1964)
تعتبر نظم هشة سهلة الكسر ، كما أن المنظمات يجب أن تترك جزءًا
من السلوك غير محدد للأفراد حتى يكون لديهم مقدرة على التعامل
مع المواقف غير المتوقعة والتى تتطلب التصرف الابتكارى من قبل
الأفراد.
فى دراسته لأهم العوامل المؤثرة (Katz وقد حدد ( 1964 فى تحقيق الفعالية التنظيمية ثلاثة أنماط سلوكية اعتبرها أساسية
للوصول إلى الفعالية التنظيمية المطلوبة وهى:
١- استمالة الأفراد وتحفيزهم للالتحاق بالمنظمة والبقاء بها.
٢- يجب على الأفراد أداء متطلبات أدوارهم ا لمحددة والمطلوبة منهم بطريقة صحيحة.
٣- يجب على الأفراد ممارسة نشاط ابتكارى يتعدى نشاطهم الرئيسى بالمنظمة.
والنمط الأخير من السلوك سمى بالمواطنة التنظيمى. بأنه سلوك (Konovsky & Pugh وقد عرفه ( 1994
وظيفى يؤديه الفرد طواعية ويتعدى حدود الواجبات الوظيفية المحددة له. كما أنه لا يتم مكافأته من خلال هيكل الحوافز الرسمية بالمنظمة.
بأنه سلوك الأدوار الإضافية (Wayne, كما عرفه ( 1993والتى تتعدى حدود الوظيفة
وعرفه كذلك ( 1999 الاتخيارى الذى لا يوجد فى بطا قة وصف الوظيفة ولا يلزم المدير أو الرئيس الفرد القيام به.
بأنه سلوك (Niehoff & Moorman كما عرفه ( 1993 الدور الإضافى ، فهو سلوك اختيارى يقوم به الفرد دون إجبار ، كما
أنه لا يرتبط بنظم الحوافز الرسمية داخل المنظمة. بتحديد عدة خصائص لسلوك (Johns وقام ( 1996
المواطنة التنظيمى منها:
١- أنه سلوك اختيارى ، فهو لا يوجد فى وصف الوظيفة الخاصة بالفرد.
٢- أنه سلوك تطوعى ينبع من الأدوار الإضافية التى يمكن أن يقوم به الفرد.
٣- أنه يسهم فى زيادة فعالية المنظمة.
٤- لا يتم مكافأته من خلال نظم الحوافز الرسمية بالمنظمة.
بإبراز أهمية سلوك (Netemeyer كما قام ( 1997 المواطنة التنظيمى فى الأداء الكلي للمنظمة من خلال:
١- يمد سلوك المواطنة التنظيمى الإدارة بوسائل للتفاعل بين الأفراد داخل المنظمة تؤدى إلى زيادة النتائج الإجمالية المحققة.
٢- نظرًا لندرة الموارد بالمنظمات ، فإن القيام بالأدوار الإضافية التى تنبع من سلوك المواطنة التنظيمى يؤدى إلى إمكانية تحقيق المنظمة
لأهدافها.
٣- يحسن سلوك المواطنة التنظيمى من قدرة زملاء العمل والمديرين على أداء وظائفهم بشكل أفضل من خلال إعطائهم الوقت الكافى
للتخطيط الفعال والجدولة وحل المشاكل.
وقد قسم علماء السلوك سلوك المواطنة التنظيمى إلى خمسة مكونات أساسية ه ى: (الإيثار والكرم والالتزام العام والروح الرياضية
Organ 1988, Mackanzie et al., والسلوك الحضارى) ( , 1993 (Lihfarh, et al., 1997
فالإيثار هو سلوك اختيارى يهدف إلى مساعدة الآخرين فى أداء عملهم ، ومن أمثلة ذلك السلو ك: مشاركة العاملين الآخرين طرق
وأساليب العمل الجديدة أو الرغبة فى مساعدة العاملين الجدد وتعليمهم.
أما مكون الكرم ، فهو سلوك اختيارى يهدف إلى منع وقوع المشاكل المتعلقة ب العمل مع الآخرين ، وذلك بتقديم النصيحة
الضرورية لهم والتشاور مع الآخرين فى حالة اتخاذهم لقرار قد يؤثر عليهم. والالتزام العام هو سلوك اختيارى يشمل أداء أنشطة أكثر
من المطلوبة من الفرد وإطاعة واحترام قواعد الشركة ولوائحها وإجراءاتها حتى إذا لم يره أحد. أما مكون الروح الرياضية فهو سلوك اختيارى يعكس مدى
استعداد الفرد للعمل فى ظروف عمل غير مناسبة دون شكوى. وأخيراً مكون السلوك الحضارى فهو سلوك اختيارى يشير
إلى مسئولية الفرد عن المشاركة أو المساهمة فى تطوير الشركة مثل حضور الاجتماع ات والندوات وأداء وظائف غير مطلوبة منه ،
ولكنها تساعد الشركة على أداء أنشطتها والمبادرة بتقديم النصيحة للآخرين لتحسين الإجراءات والعمليات بالشركة.