هناك ثلاثة مصادر رئيسية للمناصب فيما وراء البحار :
- مواطنى الدول التى يقع فيها المركز الرئيسى للشركة متعددة الجنسيات .
- مواطنى الدولة المستضيفة للشركات أو فروع الشركات متعددة الجنسيات.
- إختيار الأفراد أو المديرين من مواطنى دولة ثالثة.
ونشير إلى هذه المصادر على النحو التالى :
1- مواطنى الدول التى يقع فيها المركز الرئيسى للشركة متعددة الجنسيات :
وهم العاملون أو المديرون رعايا الدولة التى يوجد بها المركز الرئيسى للشركة متعددة الجنسيات , وفى الحقيقة أنه فى بعض الأحيان يستخدم التعبير " مواطن المركز الرئيسي وهؤلاء المديرون من الشائع أن يطلق عليهم " المديرون المغتربون " وهؤلاء الذين يعيشون ويعملون بعيدا عن دولتهم , تاريخيا الشركات متعددة الجنسيات كانت توظف للمناصب الهامة فى فروعها الخارجية مواطن الدولة الأم أو ما يطلق عليهم المغتربون , هذا وتشير نتائج بعض البحوث التى أجريت فى شركات متعددة الجنسيات أوروبية ويابانية , فقد وجد أن الشركات الأوربية والأمريكية تستخدم مواطن الدولة الأم فى الأقاليم الأكثر نموا أو تقدما . أما اليابانون يضعون فى إعتبارهم إستخدام الأفراد من الدولة الأم فى جميع المناطق الجغرافية خاصة مستويات الإدارة العليا والوسطى .
هناك أسباب عديدة ومختلفة تجعل بعض الشركات متعددة الجنسيات تستخدم مواطن الدولة الأم , فلقد وجد أن من أهم الأسباب الشائعة لاستخدام مخواطن الدولة الأم هو الإنطلاق بالعمليات أو بالمشروعات, وأيضا بأن لديهم خبرات تكنولوجية ضرورية .
2- مواطنى الدولة المستضيفة للشركات أو فروع الشركات متعددة الجنسيات :
وهم الأفراد أو المديرين المحليين الذين تعينهم الشركات متعددة الجنسيات , وذلك للعديد من الأسباب , فكثير من هذه الشركات تستخدم مديرين من الدولة المضيفة لهذه الشركات بتوظيف الكفاءات المحلة , وهذه الطريقة جيدة لمقابلة هذه التوقعات , إلا أن الشركات لا تفضل كثيرا من المديرين المحليين المتاحين .
وبالرغم من أن مناصب الإدارة العليا يتم شغلها من خلال المديرين بالدولة الأم , فإن ذلك ليس بالضرورة فى جميع الأحوال , على سبيل المثال : كثير من الشركات متعددة الجنسيات الأمريكية تستخدم المديرين بالدولة الأم فى بداية العمليات ثم يتركون كل شىء للمديرين المحليين بالدولة المضيفة .
وهناك صعوبات فيما يتعلق بالتوظيف على المستوى الدولى , فهناك توقعات خاصة عندما تنظم اللوائح الحكومية فى الممارسة العملية عندما تشير إلى ضرورة وجود عمالة وطنية بدرجة أو بأخرى . ففى البرازيل على سبيل المثال فإن اللوائح تنص على أن العمالة البرازيلية تكون حوالى ثلثى عدد العمالة الموجودة بفروع الشركات الأجنبية التى تعمل فى البرازيل , بالإضافة إلى ذلك فهناك كثير من الدول تضع ضغط لتوظيف جانب من طبقة الإدارة العليا من الوطنيين , مما جعل لبعض الشركات تغير مناهجها فى إختيار المديرين .
ففى بعض الشركات بالدولة الأوروبية يتم إرسالهم لمديرين بالدولة الأم لمهام إلى الفروع الأجنبية ليظلوا فى مناصبهم , وشركات أخرى تستخدم المديرين التابعين لها بالمركز الرئيسى إلى الفروع لإجراء العمليات .
بعض الشركات الأمريكية يهتمون بالمديرين بالدول المضيفة , وهناك أربعة أسباب تجعل هذه الشركات تستخدم هؤلاء المديرون :
- هؤلاء المديرون يألفون الثقافة المحلية .
- يعرفون اللغة .
- أقل تكلفة من المديرين المغتربين .
- توظيفهم يؤدى إلى تقوية العلاقات العامة .
3- إختيار الأفراد أو المديرين من مواطنى دولة ثالثة :
البيانات المتاحة عن إختيار المديرين من مواطنى دولة ثالثة ليست متوفرة مثل البيانات الخاصة بالدولة الأم أو الدولة المضيفة . وهناك سببين يجعلان الشركات متعددة الجنسيات تستخدم مواطن دولة ثالثة:
- أن هؤلاء الناس لديهم خبرات ضرورية وهامة .
- أو أنهم أفضل ممن يشغلون وظائف معينة .
هذا بينما ترى بعض الشركات متعددة الجنسيات الأوروبية أنها تلجأ لإختيار مديرين من دولة ثالثة إذا كانوا هم الأفضل , أما اليابانيون فإنهم لا يوظفون أحد من دولة ثالثة , وقد توصلت بعض الدراسات إلى أن الشركات متعددة الجنسيات الأمريكية تستخدم مواطنى دولة ثالثة من الدول المتقدمة فقط وأن يكون ذلك هى الترقية الأخيرة للشخص الذى يتم إختياره بخلاف المديرين التابعين للمرككز الرئيسى والذين يوضعون فى مناصب بدول أجنبية ليحصلوا على الخبرة قبل أن يعودوا إلى المركز الرئيسى بينما المديرين من مواطنى دولة ثالثة يرسلون ليرأسو فروع أجنبية ويظلون فيها .
كثيرا ما يتواجد مواطنو الدولة الثالثة فى الشركات متعددة الجنسيات فى مرحلة متقدمة من مراحل دخولها النشاط الدولى خاصة فى المرحلتين المتوسطة والأساسية والأن يدخلون فى مراحل أكثر تقدما .
هذا ويتزايد عدد مديرى الفروع من دولة ثالثة فى الشركات متعددة الجنسيات الأمريكية خلال فترة الإستقرار والنمو , أما فى المرحلة التى تتصف بالتهديدات السياسية التنافسية يتم إستبدالهم بمواطن الدولة المضيفة .
وهناك عدد من المزايا لإستخدام مواطنين من دولة ثالثة , أحدها أن حزمة المزايا عادة ما تكون أقل مما يحصل عليه مواطن الدولة الأم , ولديهم معرفة جيدة لظروف العمل فى الأقاليم أو يتكلمون نفس اللغة , وهذا مساعد فى توضيح إهتمام شركات الولايات المتحدة بتوظيف مديرين إنجليز للمناصب العليا بفروعها فى المستعمرات البريطانية السابقة مثل الهند , وجاميكا , وكينيا .
هذا ولقد أصبحت هناك حاجة شديدة إلى معرفة المدير للغات عديدة , خبرات متعددة , وبالتالى أصبحت الحاجة إلى المدير الدولى شديدة حيث تحتاج إليهم إدارة الشركات متعددة الجنسيات ليقوموا بالإدارة عبر الحدود فيما وراء البحار , وقد إتضح ذلك فى تزايد الطلب عليهم فى أوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا .