و هي تلك السياسة التي ترسمها الادارة العليا للمصرف و المتمثلة في مجلس ادارة المصرف , والتي يتقرر فيها مجالات استخدام الاموال , ضمن القواعد والأسس الموضوعة , ويجب ان تكون هذه السياسة مكتوبة , لان تدوين السياسة يؤدي الى سهولة ايصال المعلومات ودقتها الى المسؤولين عن حجم القروض ونوعيتها والشروط الواجب مراعاتها عند منح القروض , لأن كتابة السياسة يؤدي الى زيادة توثيق المعلومات والبيانات المتعلقة بالاقراض مقارنة بالسياسات الاقراضية الشفوية ، و تهدف سياسة الاقراض إلى تحقيق أغراض في مقدمتها.
1- سلامة القروض التي يمنحها المصرف .
2- تنمية انشطة المصرف و تحقيق عائد مرضي .
3- تامين الرقابة المستمرة على عملية الاقراض في كافة مراحلها .
أن السياسات الاقراضية على الرغم من تباينها من مصرف إلى اخر إلا إنها تتفق فيما بينها من حيث الاطار العام المكون لمحتوياتها
اولا : السياسة الاقراضية يمكن تحديد اهم مكوناتها السياسية الاقراضية بما ياتي:
1- الالتزام بالقيود القانونية ( Legal Consideration )
ينبغي أن تتفق السياسة الاقراضية التي ينتهجها المصرف مع القواعد و التشريعات المنظمة للعمل المصرفي ، سواء بالمتعلقة بالحد الاقصى للاقراض و اسعار فوائدها و عمولاتها و الضمانات و طريقة تسديد مبلغ القرض مع الفوائد المترتبة عليه و نوعية النشاطات الجائز تمويلها .
2- تحديد حجم الاموال الممكن اقراضها
( Sum of Loaned Monetary )
عادة ما تنص السياسة الاقراضية على حجم الاموال الممكن اقراضها بعد الاخذ بعين الاعتبار عدد من المتغيرات في هذا المجال مثل حجم الودائع و السيولة النقدية الواجب الاحتفاظ بها لمقابلة طلبات السحب النفقات الاخرى و النسب و المعدلات التي يقررها البنك المركزي بخصوص حدود الائتمان القصوى .
3- تحديد الضمانات المقبولة من جانب المصرف
( Determining Guaranty Accepted by Bank )
تحدد السياسة الاقراضية الضمانات التي يمكن قبولها ، و التي تتوقف على الظروف المحيطة بها ، و عادة ما تختلف من وقت لأخر وفقا لمدى قبولها في السوق ، كما تحدد السياسة هامش الضمان بالنسبة للاصول المقدمة لمنح القروض ، فالنسبة للقروض الاستهلاكية مثلا فان السياسة تحدد صفات القروض في أن يكون شاغلا لوظيفة لعدد معين من السنوات و لديه دخل ثابت , و يكون منتظما في سداد القروض السابقة .
(4) مستويات اتخاذ القرار : ( Levels of Decision )
توضح السياسة الاقراضية السلطة الممنوحة لكافة المستويات الادارية المسؤولة عن اتخاذ القرار المتعلق بمنح القرض أو عدم الموافقة عليه و من الضروري تحديد هذه المستويات بما يكفل عدم ضياع وقت الادارة العليا في بحث كافة القروض ، إذ إن هناك بعض القروض الروتينية أو التي لا تزيد قيمتها عن حد معين يمكن ان يتخذ قرار بشأنها على مستوى مدير فرع أو مدير دائرة القروض .
(5) تحديد تشكيلة القروض :
( Determining Loans Feature )
من الضروري بمكان ان تقوم السياسة الاقراضية بتنوع مجالات الاستثمار و توزيع المخاطر ، لأنهما يؤديان الى تقليل نسبة المخاطرة التي يتحملها المصرف ، و في هذا المجال يوجد الكثير من الاساليب التي تعمل على تقليل المخاطر ، ومن أهمها توزيع تواريخ استحقاق القروض من قصيرة الى متوسطة إلى طويلة الاجل و كذلك توزيع القروض على عدة مناطق جغرافية ، بالاضافة إلى توزيع القروض على الانشطة أو القطاعات الاقتصادية من تجارة و صناعة و زراعة وخدمات .
(6) الحد الاقصى لكل من القرض و تاريخ استحقاقه
( Loan Optimal and Repayment Date )
تحدد بعض السياسات الاقراضية الحدود القصوى لحجم القروض التي تمنح للزبون الواحد ، و كذلك المدة الزمنية القصوى لتاريخ استحقاق القرض للزبون الواحد ، سواء أكان هذا الزبون فردا ام مؤسسة خاصة ام شركة مساهمة و ذلك بهدف تقليل المخاطر .
(7) مجالات الاقراض غير المسموح بتمويلها
( Non-Financed Ranges of Loans )
قد تتضمن السياسة الاقراضية تحديد المجالات غير المسموح بتمويلها بغض النظر عن ماهية هذه المجالات ، و الحكمة الأساسية من وراء المنع هو الحد من المخاطر التي ترافق تمويل هذه المجالات ، أو قد تكون مبررات هذا المنع تعود الى اسباب دينية أو أخلاقية ، فقد تقرر السياسة منع الإقراض في مجالات صناعية متقدمة أو في مجال تجارة المشروبات الروحية أو السجائر و غير ذلك من النشاطات غير المرغوب فيها لأسباب اقتصادية اجتماعية أو اخلاقية .
(
الاهلية الاقراضية : ( Loaning Qualification )
من الاعتبارات التي يجب ان تؤخذ عند وضع السياسة الاقراضية هو توافر الشروط القانونية في المنشآت المقترضة قبل اقراضها ، اضافة الى بعض الشروط التي تتعامل بها المصارف كنسبة الارباح المتحققة ، و حد أدنى من راس المال و الاحتياطيات و بعض النسب التي يمكن الاستناد اليها كمعايير في تحليل هيكل التمويل لهذه المنشأت ، وان لا تمنح القروض الا بعد تحليل المركز الائتماني للزبون المقترض .
(9) الرصيد المعوض ( Compensating Balance )
و يمثل الحد الادنى من الرصيد الذي يجب ان يحتفظ به الزبون المقترض في حسابه لدى المصرف ، و عادة ما يتراوح هذا الرصيد بين
(10%) الى (20%) من قيمة القرض و تشترط معظم المصارف على الزبائن طالبي القروض التوقيع على طلب فتح حساب جاري مدين يعد بمثابة اتفاق ائتماني بين المصرف المقرض و الزبون المقترض يتضمن عدد من الشروط و القواعد التي سيتم الالتزام بها حال منح القرض .
(10) اجراءات متابعة القرض :
( Ways Attending The Loans )
من الضروري ان تحدد السياسة الاقراضية لاجر متابعة القروض التي تم منحها ، لغرض اكتشاف أي صعوبات يحتمل أن تتعرض لها عملية سداد القروض ، و بالتالي يكون هناك متسع لأتخاذ ما ينبغي عمله في الوقت الملائم .
و اغلب المصارف حاليا ، تقوم بإدخال كافة البيانات المتعلقة بالزبون على الحاسبات الالية ، حتى يمكنها إجراء المتابعة و تحليل الموقف آليا ( Computerized ) و استخدام نظم المعلومات المفيدة في هذا الصدد كنظم دعم القرار ( Decision support system ) .
ثانيا : العوامل المؤثرة على السياسة الاقراضيةيمكن تحديد اهم العوامل المؤثرة على السياسة الاقراضية للمصرف التجاري و كما ياتي :
1- راس المال Capital
تتأثر السياسة الاقراضية برأسمال المصرف لسببين هما .
أ -هناك علاقة قانونية بين مقدار راس المال الممتلك من جهة و حجم القرض الممنوح للشخص الواحد من جهة اخرى حيث هناك ارتباط بين الخسائر المحتملة التي قد يتعرض لها المصرف و بين راس المال الممتلك .
ب- يستخدم راس المال الممتلك كحاجز واقي يمنع تسرب الخسائر الى الودائع ، و كلما زاد راس المال الممتلك زادت قابلية المصرف على تحمل الخسارة اضافة الى إن زيادة حجم راس المال الممتلك تمكن المصرف من اطالة امد قروضه ، نظرا لأن الودائع عرضة للسحب بينما لا يسحب راس المال الممتلك طالما يبقى المصرف قائما .
2- الربحية Profitability
تعد الربحية من الاتجاهات الاساسية التي يجب مراعاتها في أي سياسة اقراضية و لاي من المصارف التجارية ، و ذلك لأنها ضرورية لنجاح المصرف باعتباره إحدى المنشات الهادفة الى الربح ، اذن فالمصارف التي تهدف الى تحقيق اقصى الارباح ستعتمد سياسة اقراضية مرنة أو متساهلة ، و بالعكس فالمصرف الذي يتمتع بمستوى محدد من الارباح و لا يريد ان يتعرض الى خسائر ، فانه يعمد الى اتباع سياسة اقراضية متشددة , الفرق بين المتشدد و المرن هو في هامش المخاطر ، حيث يكون عالي عند الاعتماد على سياسة مرنة و يكون منخفض في حالة السياسة المتشددة .
3- استقرار الودائع Deposits stable
يقصد بالودائع المستقرة ، الودائع التي لاتتعرض الى عمليات سحب متكررة خلال فترة زمنية قصيرة ، ذلك ان الودائع المتذبذبة ستحدد من قدرة المصرف في اعتماد سياسة اقراضية متساهلة ، لأن هذه الودائع هي اموال الغير و يحق له سحب بعضها ( الودائع تحت الطلب ) متى شاء و بدون اخطار .
4- سياسة البنك المركزي Central Bank Policy
يمكن للبنك المركزي و من خلال ادواته النقدية التاثير في السياسة الاقراضية للمصارف التجارية ، فلو اعتمد البنك المركزي سياسة متشدد ستضطر على اثرها تقليص حجم الاقراض ، و بالعكس لو اتبعت سياسة متساهلة ( في فترات الرخاء ) لأدى ذلك الى زيادة حجم الاقراض .
5- الاوضاع الاقتصادية السائدة :
( Current Economical Status )
عندما تكون الظروف الاقتصادية للبلد مستقرة ، و كذلك المنطقة التي يعمل فيها المصرف أو التي تتركز فيها فروعه ، فإن ذلك يشجع المصرف على التساهل في منح القروض ، مقارنة بالظروف و الاوضاع غير المستقرة في البلد و المنطقة فإنها تؤدي بالمصرف الى التحفظ كثيرا عند منح القروض .
6- شدة المنافسة بين المصارف :
( Bank Competition Tensity )
كلما زادت شدة المنافسة بين المصارف سواء اكانت هذه المنافسة سعرية أم غير سعرية زاد تزاحم هذه المصارف للحصول على زبائن , لتعظيم ارباحها ، و في بعض البلدان تكون المنافسة السعرية ملغاة ، فيتم التركيز في ذلك على المنافسة غير السعرية .
7- حاجات اقتصاد المنطقة :
( Requirements of The Region Economy )
عندما تتواجد المصارف في منطقة معينة أو اقليم معين ، فانها تكون مسؤولة عن المشاركة في تطوير تلك المنطقة أو الاقليم و من خلال ما تقدمه من خدمات مصرفية كالتساهل في منح القروض و تنوعها على القطاعات الاقتصادية المختلفة لتوسيع حجم الاستثمار فيها .