- منتدى موجه لإداره الاعمال - moga for business administration
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
- منتدى موجه لإداره الاعمال - moga for business administration

موقع متخصص ادارة الاعمال و التسويق و التمويل و البنوك وإدارة الموارد البشرية وإداره الانتاج و العمليات
 
الصفحة الرئيسيةالرئيسيةالأحداثالمنشوراتmarketingأحدث الصورالتسجيلدخول
اعضائنا وزائرينا الكرام ...... جاري رفع المزيد من المراجع في العلوم التجارية ........ رجاء مشاركة موضوعات المنتدي في وسائل التواصل الاجتماعي ودعوه اصدقائكم........
99999999999

 

 بحث بعنوان : إدارة الأزمات الاقتصادية (مواقف من حياة الرسول )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
moga
كبير مستشارين المنتدى
كبير مستشارين المنتدى



ذكر
تاريخ الميلاد : 27/05/1970
تاريخ التسجيل : 16/10/2008
العمر : 54
عدد المساهمات : 771
نقاط : 2369
السٌّمعَة : 81

بحث بعنوان : إدارة الأزمات الاقتصادية (مواقف من حياة الرسول ) Empty
مُساهمةموضوع: بحث بعنوان : إدارة الأزمات الاقتصادية (مواقف من حياة الرسول )   بحث بعنوان : إدارة الأزمات الاقتصادية (مواقف من حياة الرسول ) I_icon_minitimeالثلاثاء 21 ديسمبر 2010 - 18:43



إدارة الأزمات الاقتصادية
(مواقف من حياة الرسول )



دكتور حسين حسين شحاتة
الأستاذ بكلية التجارة جامعة الأزهر

تقديم
يعاني العالم اليوم من أزمات متعددة الجوانب عقائدية و خلقية واجتماعية و اقتصادية و سياسية، و فشل المفكرون في إيجاد المنهج واختيار الطريق الملائم لمعالجتها و ما ازدادت إلا تعقيداً و سوءاً، و من أبرز هذه الأزمات وضوحا (هي) الأزمات الاقتصادية، و العالم اليوم يبحث عن منهج جديد لمعالجة هذه الأزمات، و بدأ علماء الاقتصاد في العالم يتجهون نحو الإسلام لإيجاد الحل، و اهتموا بدراسة الاقتصاد الإسلامي منهجاً و نظاماً و فكراً و تطبيقاً، و ألقى ذلك مسؤولية على علماء الاقتصاد الإسلامي ليقدموا للبشرية من يصلح حالها كما صلح أولها.
و في هذا الكتيب المتواضع نناقش المنهج الإسلامي للخروج من الأزمات الاقتصادية مركزين على المنهج الذي سلكه رسول الله .

الرسول قدوتنا:
يؤمن المسلم إيمانا راسخا بالله ربّاً و بالإسلام ديناً و بمحمد  نبياً و رسولاً، كما يؤمن بأن طاعة الرسول  من طاعة الله مصداقا لقول الله تبارك و تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}(1) ، كما يؤمن بأن ما يقوله أو يفعله أو يقره الرسول هو من عند الله، وأصل ذلك قول الله تبارك و تعالى: {و ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}(2) و قوله جل شأنه: {و ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى}(3) .
لذلك يجب على المسلم إذا أراد أن يسير في الطريق المستقيم أن يسير على هدي رسول الله ، و أن يكون زعيمه و معلمه و قائده، و لقد أكد على ذلك القرآن الكريم، فيقول الله تبارك و تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا}(4).
و الرسول  عند تكوينه لدولة الإسلام لم يفرق بين العبادات و المعاملات، بل أكد على شمولية الإسلام على أنه نظام شامل لكل نواحي الحياة عبادات و معاملات، دين و دولة، مصحف و سيف.
و لقد اهتم الرسول  بالجوانب الاقتصادية، فعندما فرغ من بناء المسجد بالمدينة، أسس السوق الإسلامية الحرة النظيفة، و قال: “هذا سوقكم لا تتحجروا و لا يضرب عليه الخراج”.
و الرسول  و هو في تأسيسه و إدارته لدولة الإسلام قابلته العديد من المشاكل: عقائدية و خلقية و اجتماعية و اقتصادية وسياسية، و كان له منهج متميز في معالجة هذه المشاكل، و كان هذا المنهج يقوم على أساس أن الإسلام نظام متكامل شامل يتكون من عدة نظم فرعية، و لا يجوز أن نعالج مشكلة بالانعزال عن النظام الأصلي، لأن هناك علاقات تبادلية سببية بين نظم الإسلام الفرعية.
و من ثم عند معالجته للمشاكل الاقتصادية لم يعالجها بالانفصال عن النظم الاعتقادية و الخلقية و الاجتماعية و السياسية، لأن الجميع يمثل كياناً واحداً هو النظام الإسلامي الشامل.
ثم إن الرسول  لم يفصل الاقتصاد عن الدعوة، و لا الدعوة عن الاقتصاد، فلا بد للدعوة من قوة اقتصادية و لا بد للاقتصاد من قوة عقائدية و قوة خلقية و قوة اجتماعية و قوة سياسية.
فعلى سبيل المثال تعتبر الزكاة عبادة و في نفس الوقت ركناً أساسياً من أركان الاقتصاد و مصدراً رئيسياً من مصادر تمويل الجهاد لتحقيق العزة السياسية و حماية حراسة العقيدة.
و من هذا المنطلق إذا أردنا أن نخلص العالم الإسلامي من مشاكله الاقتصادية فيكون ذلك من منطلق المنهج الشامل و هو النظر إلى جميع المشاكل سوياً و تطبيق منهج رسول الله قدوتنا.
و سوف نناقش في هذا الكتيب الموجز المنهج الذي انتهجه رسول الله  في علاجه للمشكلات الاقتصادية في ظل الإطار الشامل، هذا و سوف نركز على بعض الحالات نظراً لضيق الوقت والمكان، و هذه الحالات هي:
- مشكلة الحصار الاقتصادي على رسول الله  و الذين آمنوا معه قبل الهجرة.
- مشكلة التعامل مع اليهود و بناء السوق الإسلامية بالمدينة.
- مشكلة تمويل الغزوات وقت الأزمات الاقتصادية.
- سلوكيات الرسول  في أوقات الأزمات الاقتصادية.
- ماذا ترك رسول الله  بعد وفاته.
الحصار الاقتصادي على رسول الله  و الذين آمنوا معه قبل الهجرة:
لما عجزت قريش عن قتل النبي  أجمعوا على منابذته و من معه من المسلمين و من يحميه من بني هاشم و بني المطلب، فكتبوا كتاباً تعاقدوا فيه على ألا يناكحوهم و لا يبايعوهم و لا يدعوا سببا من أسباب الرزق يصل إليهم و لا يقبلوا منهم صلحاً و لا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلم بنو المطلب رسول الله  إليهم ليقتلوه، و علقوا الكتاب في جوف الكعبة.
و التزم كفار قريش بهذا الكتاب ثلاث سنوات من سنة سبع من البعثة إلى السنة العاشرة من البعثة.
و حوصر بنو هاشم و بنو المطلب و من معهم من المسلمين في شعاب مكة، و اشتد البلاء برسول الله  و الذين آمنوا معه حتى كانوا يأكلون الخبط و ورق الشجر و كان التجار يغالون في أسعار السلع عليهم و كان الأطفال يتضاغون من الجوع، و لم تترك سلعة تصل إليهم.
و بعد ثلاث سنوات أجمع بنو قصي على نقض ما تعاهدوا عليه، فأرسل الله على صحيفتهم الأرضة فأتت على معظم ما فيها من ميثاق و عهد و لم يسلم من ذلك إلا الكلمات التي ذكر فيها اسم الله عز وجل، و لقد أخبر الله سبحانه و تعالى رسوله بذلك و أخبر الرسول عمه أبا طالب، فذهب أبو طالب و معه بعض الصحابة إلى قريش فقالوا لقريش أن يأتوا بالصحيفة و قال لهم أبو طالب إن ابن أخي أخبرني أن الله قد سلط عليها الأرضة فأتت عليها، ففتحوا الصحيفة فوجدوا الأمر كما أخبر الصادق المصدوق، فقالوا: هذا سحر ابن أخيك.
العـــبـــر:
- إن أعداء الإسلام دائماً ظلمة في عهودهم و عقودهم.
- مشاركة بعض المشركين للمسلمين و عدم التخلي عن رسول الله  (القرابة و صلة الرحم).
- صبر المسلمين و إيثار الدنيا على الآخرة.
- الالتزام بأوامر الله و التضحية بالمال من أجل طاعة الله ورسوله.
- عرض على رسول الله  المال و الجاه و لم يتخل عن دعوته.
- كان جزاء هذا الصبر و الجلد و تحمل المشاق أن الله سبحانه وتعالى قد مكنهم من منابع الثروة و الاستيلاء على عروش الملوك و فتح بلاد الروم و فارس.
و صدق الله إذ يقول: {و نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين}(1).
سوق اليهود و السوق الإسلامية فـي المدينة:
المال في الإسلام عصب الحياة و أساس تعمير الأرض، و هو وسيلة لإعانة الإنسان على طاعة الله، و لذلك لا بد من أن يكون هناك ربط بين المال الصالح في يد الرجل الصالح، و لقد اهتم الرسول بذلك، فعندما هاجر إلى المدينة كانت سوق اليهود في المدينة في حي بني قينقاع و كان يسود هذ السوق الغش و الربا و أكل السحت والاستغلال و الخداع و الاحتكار، و كانوا يبيحون الربا بينهم و بين المسلمين و قال القرآن في ذلك: {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل}(2) . و كانت الحياة الاقتصادية خاضعة لغير المسلمين، لذلك رأى رسول الله  أنه لا بد و أن تكون هناك مواجهة في مجال الاقتصاد و أن ينشأ النظام الاقتصادي الذي يسير حسب الشريعة الإسلامية، فأنشأ رسول الله  سوقا جديدة قريبة من سوق بني قينقاع، فضربت قبة (خيمة كبيرة) لتكون رمزا و علامة يتجمع حولها المسلمون للبيع و الشراء، و لقد اغتاظ اليهود من هذه السوق و تجرأ كعب بن الأشرف العدو اللدود للمسلمين و هدم القبة و قوضها وقطع حبالها، فقال الرسول  لأضربن له سوقاً هو أغيظ له من هذا و انتقل إلى مكان فسيح صالح حر و ضرب فيه برجله و قال: “هذه سوقكم لا تتحجروا (تضيقوها) و لا يضرب عليها الخراج”.
أسـس الســـوق:
1- حرية المعاملات بشروط معينة.
2- عدم التضييق حتى تسهل المعاملات.
3- عدم فرض الرسوم على الأسواق حتى لا تكون سبباً في ارتفاع الأسعار.
4- تحريم الاحتكار و التحكم.
5- تحريم الغش و الربا.
سلوكيات الرسول و الصحابة ـفي تمويل الغزوات وقت الأزمات:
ففي إحدى الغزوات على سبيل المثال احتاج المسلمون إلى المال لتجهيز المجاهدين، و لقد استشعر بذلك الصحابة، فتبرع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنصف ماله لإعداد الجيش و المجاهدين كما تبرع أبو بكر الصديق بكل ماله و قال له الرسول  : “ما أبقيت لأهلك؟” قال له أبو بكر: أبقيت لهم الله و رسوله(1).
هذه النموذج الإسلامي يوضح أنه في وقت الأزمات المالية يجب على الأغنياء أن يساهموا بفائض أموالهم و هذا ما عبر عنه رسول الله  عندما سُئل: أفي المال حق غير الزكاة؟ قال: “إن في المال حقاً سوى الزكاة” (2). كما يؤكد هذا النموذج أن الثقة بين الحاكم والمحكومين أساسية لأنه يقوم بها المحكومون بدورهم وقت الأزمات، وفي غزوة تبوك على سبيل المثال قام عثمان بن عفان رضي الله عنه بتجهيز الجيش وحده (جيش العسرة) بما يحتاج إليه من ميرة و وسائل ركوب، و هذا النموذج يؤكد دور أغنياء المسلمين في معالجة الأزمات المالية التي قد تتعرض لها الأمة الإسلامية.
من سلوكيات الرسول  فـي أوقات الأزمات الاقتصادية:
الخشونة و التقشف:
كانت حياة الرسول الخشنة نموذجاً يلزم الاقتداء به في كل الأحوال، فقد وردت أحاديث عن رسول الله  تبين أن حياته في مجال الماديات كانت خشنة، و من بين هذه الأحاديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما شبع آل محمد  من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض(1).
و عن عروة عن عائشة رضي الله عنهما كانت تقول: و الله يا ابن أختي إنا كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين و ما أوقد في أبيات رسول الله  نار، قلت: يا خالة فما كان يعيّشكم؟ قالت: الأسودان التمر و الماء.(2)
و عن أنس رضي الله عنه قال: لم يأكل رسول الله  على خوان حتى مات، و ما أكل خبزاً مرققاً حتى مات.(1)
و لقد روى مسلم عن النعمان بن بشير قال: ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: لقد رأيت رسول الله  يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلاً يملأ به بطنه.(2)
و قال عمر بن الخطاب: دخلت على رسول الله  و هو على حصير قال: فجلست فإذا عليه إزاره و ليس عليه غيره، و إذا الحصير قد أثر في جنبه و إذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع و قرظ في ناحية في الغرفة و إذا إهاب معلق فابتدرت عيناي، فقال الرسول  : “ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ ” فقال: يا نبي الله، و ما لي لا أبكي و هذا الحصير قد أثر في جنبك و هذه خزائنك لا أرى فيها إلا ما أرى وذاك كسرى و قيصر في الثمار و الأنهار و أنت نبي الله و صفوته وهذه خزائنك. قال: “يا ابن الخطاب، أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا” (3) .
الرسول يأمر بعدم تخزين الطعام حتى لا يحدث الغلاء:
فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخل النبي  على بلال رضي الله عنه و عنده صُبَرٌ من تمر، فقال: “ما هذا يا بلال؟ ” قال: أعد ذلك لأضيافك، قال: “أما تخشى أن يكون لك دخان في نار جهنم. أنفق يا بلال و لا تخش من ذي العرش إقلالا” (1) .
و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أهديت للنبي  ثلاث طوائر، فأطعم خادمه طائرا، فلما كان من الغد أتته بها فقال لها رسول الله : “ألم أنهك أن ترفعي شيئا لغد فإن الله تعالى يأتي برزق غد”(2) .
مظاهرة نساء الرسول  من أجل التوسعة في النفقات:
تروي كتب السيرة أن نساء النبي  تظاهرن من أجل التوسعة في النفقات، ففي هذه الحادثة أذن لأبي بكر رضي الله عنه و عمر فدخلا على رسول الله  و هو جالس و حوله نساؤه و هو  ساكت. فقال عمر: يا رسول الله لو رأيت ابنة زيد امرأة عمر سألتني النفقة آنفاً فوجأت عنقها، فضحك النبي  حتى بدت نواجذه وقال: “هن حولي يسألنني النفقة”، فقام أبو بكر إلى عائشة ليضربها، و قام عمر إلى حفصة كلاهما يقول: تسألين رسول الله  ما ليس عنده، فنهاهما رسول الله  فقلن: و الله لا نسأل رسول الله  بعد هذا المجلس ما ليس عنده. قال و أنزل الله عز و جل الخيار فبدأ بعائشة فقال: “إني أذكر لك أمراً ما أحب أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك”، قالت: و ما هو يا رسول الله، قال: فتلا عليها {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا و زينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا، و إن كنتن تردن الله و رسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً}(1). قالت عائشة: أفيك أستأمر أبوي؟ بل أختار الله و رسوله.(2)
من هذا النموذج نأخذ عبرة نقدمها لزوجاتنا بأن عليهن دوراً هاماً وقت الأزمات الاقتصادية، فيجب عليهن الاقتصاد في النفقات وعدم تحميل الزوج ما لا يطيق لأن حمل الصخور أخف من حمل الديون.

تركة رسول الله :
روى البخاري و مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: توفي رسول الله  و ما في بيتي شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رفّ لي.(1)
كما روى البخاري عن عمر بن الحارث قال: ما ترك رسول الله  عند موته ديناراً و لا درهماً و لا عبداً و لا أمة و لا شيئاً إلا بغلته البيضاء التي يركبها و سلاحه و أرضاً جعلها لابن السبيل صدقة.(2)

عِبَر من هذه النماذج السلوكية لحياة الرسول :
1- يؤخذ من هذه النماذج أن المسلم يجب أن تكون حياته كلها لله سبحانه و تعالى و ينظر إلى المأكل و المشرب و الملبس ونحو ذلك على أنها وسائل تعينه على عبادة الله سبحانه وليست في حد ذاتها غاية مقدسة.
2- كما يؤخذ أن الفرد في حالة الأزمات الاقتصادية عليه أن يقتدي برسول الله  من حيث الخشونة و الاقتصاد. و في حالة الرخاء يلزم أن يدخر الفرد لأيام الكساد، و لقد عبر عن ذلك رسول الله  بقوله: “رحم الله امرءاً اكتسب طيباً وأنفق قصداً و قدم فضلاً ليوم فقره و حاجته”.
3- كما يؤخذ من هذه النماذج أن الرسول  كان دائماً قدوة في الصبر عند المحن و الشدائد، و منها الشدائد الاقتصادية، وسار على هذا الصحابة فكانوا يبيتون الليالي الطوال جائعين يشدون الأحجار على بطونهم الخاوية من أجل أن تشبع أمة المسلمين، و كانوا في أيام الضنك و المجاعة لا يأكلون إلا ما يأكله سائر الناس كي يشعروا بشعورهم و يتحسسوا تجربتهم و يسرعون في إيجاد الحلول لبؤسهم و ضنكهم، و يطلب الصحابة من عمر بن الخطاب أيام المجاعة أن يتخلى عن أكل الزيت وحده فقد أضعفه و اصفر وجهه و هو الخليفة الذي يجب أن يطعم ما يمكنه من تحمل أعباء مهامه التي لا تنتهي فيجيبهم: و كيف يعنيني أمر المسلمين إذا لم يمسني ما يمسهم.
و ذات مرة اجتاز الرسول عليه الصلاة و السلام طريقاً في المدينة فتقدم منه بعض الصحابة مصفري الوجوه، مرهقي الخطوات، و شكوا الجوع، و لكي يؤكدوا له  ما فعله بأحشائهم كشفوا عن بطونهم فإذا بكل واحد منهم قد شد عليها قطعة من الحجر يسكت بها جوعة الأحشاء، فتبسم الرسول العظيم و يكشف عن بطنه الشريفة فإذا به سبقهم وشد على بطنه قطعتين من الحجارة.
4- أن الرسول  وقت الأزمات و المحن الاقتصادية و التي أوردنا منها نماذج بسيطة لم يتهاون في أمر الدعوة الإسلامية ولم يتنازل عن القيم و المثل و الأخلاق و السلوكيات التي أمر الله بها وبذلك استحق النصر بعد الأزمة و اليسر بعد العسر.
و ما أشبه اليوم بالبارحة فإن الأمة الإسلامية في هذه الأيام تعاني من أزمات اقتصادية بجانب الأزمات العقائدية و الخلقية و الاجتماعية و السياسية، و لا مخرج من هذه الأزمات إلا بالالتزام بهدي رسول الله .
- ألم يأن لحكام المسلمين أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق بدلاً من السير في أذناب الشرق و الغرب.
- ألم يأن لحكام المسلمين أن يقتدوا برسول الله  حتى يهتدوا إلى الصراط المستقيم و لا يكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم.
- ألم يأن لعلماء المسلمين أن يوضحوا للناس المنهج الإسلامي الصحيح للخروج من الأزمات حتى يكونوا قد وفّوا ما عاهدوا الله عليه.
- ألم يأن لنا نحن المسلمين أن نتقي الله و نستشعر قول الله تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، و يمددكم بأموال وبنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهار}(1).
{و لو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض و لكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون}(2).

الفهرس

تقديم................................................ 3
الرسول قدوتنا......................................... 3
الحصار الاقتصادي على رسول الله  و الذين آمنوا معه قبل الهجرة............................................
7
سوق اليهود و السوق الإسلامية في المدينة............... 9
سلوكيات الرسول و الصحابة في تمويل الغزوات وقت الأزمات..............................................
11
من سلوكيات الرسول  في أوقات الأزمات الاقتصادية.. 12
تركة رسول الله ................................... 16
عبر من هذه النماذج السلوكية لحياة الرسول ......... 16

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بحث بعنوان : إدارة الأزمات الاقتصادية (مواقف من حياة الرسول )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث بعنوان : العلاقة بين إدارة معرفة الزبون والتوجهات السوقية للمنظمات
» بحث بعنوان : دور التفكير الإبداعي في معالجة الأزمات التسويقية
» بح بعنوان ك إدارة المعرفة المالية
» بحث بعنوان : دور القيادة التحويلية في إدارة التغيير
» رسالة دكتواره بعنوان : إدارة التغير في التطوير التنظيمي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
- منتدى موجه لإداره الاعمال - moga for business administration  :: رسائل الماجستير و الدكتواره و الابحاث المنشوره Thesis & Master & Researches :: الابحاث المنشورة Researches-
انتقل الى: